RSS

08 مارس

حبـ القرآن

من المعلوم أن القلب إذا أحب شيئاً تعلق به،واشتاق إليه،وشغف به،وانقطع عما سواه

والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته،واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين والفهم العميق

بالعكس إذا لم يوجد الحب فإن اقبال القلب على القرآن يكون صعباً،وانقياده إليه …………………………..

……………………….

يكون شاقاً لايحصل إلا بالمجاهدة ومغالبة وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب

لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر. وخير الأسباب وأنفعها لحب القرآن…

هو القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن

وحبهم له. وينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن ، ودم تعظيمنا له سببه الجهل بقيمته،

……………………………..

………………………………..

فمن لايعرف قيمة القرآن يزهد فيه ويهجره ويشتغل بما هو أدنى منه.

ومما يعين على التدبر.. حضور القلب قال العلامة ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ :

إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك

واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله قال الله تعالى:

{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}

وذلك أن تمام التأثر لما كان موقوفاً على مؤثر مقتضٍ، ومحل قابل ،

……………..

وشرط لحصول الأثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه

تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدلة على المراد.قال عبد الله بن مسعود :

اقرؤوا القرآن ، ولاتنثروه نثر الدقل، ولاتهذوه هذ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، حركوا به القلوب

لايكن هم أحدكم آخر السورة. ومما يعين على التدبر…ترتيل القرآن العظيم والجهر به

قال الله تعالى:{ورتل القرآن ترتيلا}

قال ابن كثير”أي أقرأه على تمهل فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبره

وعن أم المؤمنين أم سلمة أنها نعتت قراءة النبي فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً.

والترتيل يعني الترسل والتمهل، ومن ذلك مراعاة المقاطع والمبادئ وتمام المعنى بحيث يكون القاريء متفكراً فيما يقرآ

فمن أسرع القراءة فقد اقتصر على مقصد واحد من مقاصد قراءة القرآن وهو :

ثواب القراءة ومن رتل وتأمل فقد حقق المقاصد كلها وكمل انتفاعه بالقرآن ، واتبع هدي النبي وصحابته الكرام

كما أن الجهر بالقرآن مما يعين على التدبر ، فعن أبي هريرة أنه سمع النبي يقول

(ماأذن الله لشئ ماأذن لنبي حسن الصوت بجهر القرآن)).

وسئل ابن عباس ا عن جهر النبي بالقراءة بالليل:فقال

(كان يقرآ في حجرته قراءة لو أراد حافظ أن يحفظها لفعل)).

وعن ابن أبي ليلى رحمه الله قال(إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين اللسان والأذن)).

ومن فوائد الجهر بالقراءة.. تطهير للبيت وتعطير له وجعله بيئة صالحة للتربية والتعليم وكما قال أبو هريرة

(إن بيتاً يكثر فيه الجهر بالقرآن هو بيت كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين

والبيت الذي لايتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة)).

ومما يعين على التدبر:ترديد الآية،أو الآيات المقروءة..والهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني

وكلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص التكرار أيضاً قد يحصل لا إرادياً تعظيماً

أو إعجاباً بما قرأ قال ببن مسعود

(لاتهذوه هذ الشعر،ولاتنثروه نثر الدقل،قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولايكن هم أحدكم آخر السورة)).

ومما يعين على التدبر..إذا مر بآية فيها تسبيح سبح،وإذا مر بسؤال سأل

 وإذا مر بتعوذ تعوذ وكان رسول الله أعظم من أمتثل ماجاء في الكتاب العزيز

وهو القدوة لنا،والأسوة التي يجب علينا التمسك بهديه. قال تعالى:

{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}

وقد أثنى الله ورسوله على من يقرأ القرآن ويفقه معانيه ويعمل بما جاء فيه ، قال الله تعالى:

{والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد*

الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدىهم الله أولئك هم أولوا الألباب}

في قول الله تعالى:{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً}

قال:يعني الفهم في القرآن. وعن ابراهيم بن الاشعث،قال:سمعت الفضيل بن عياض يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة(محمد) وهو يبكي

ويردد هذه الآية{ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم}

وجعل يقول:وتبلوا أخبارنا! ويردد:وتبلوا أخبارنا! إن بلوت أخبارنا فضحتنا، وهتكت أستارنا

إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا. ويبكي رحمه الله

ومما يعين على التدبر والتفكر في الكتاب العزيز.. الاستماع والإنصات حال قراءته..

قال الله تعالى:{ وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}

قال أبو بكر الآجري رحمه الله:فكان حسن استماعهم يبعثهم على التذكر فيما لهم وما عليهم.

ولابد أن يكون هذا الاستماع والإنصات بحضور قلب ورغبة صادقة في الانتفاع حتى يتحقق نفع الاستماع

قال الله تعالى:{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }

وعن عبد الله بن مسعود ، قال: ( قال لي النبي اقرأ علي القرآن)

قال:قلت:يارسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل، قال إني أحب أن أسمعه من غيري)

فقرأت عليه سورة النساء وحتى بلغت

{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال أمسك) فإذا عيناه تذرفان.

ومما يعين على تدبر القرآن..القيام بالقرآن..وهو من أهم مفاتح تدبر القرآن ، وأعظمها شأناً

وقد ورد عدد من النصوص تؤكد أهميته، من ذلك قول الله تعالى :

{ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}

فهذا هو بيت القصيد وهو حجر الزاوية في تدبر القرأن والانتفاع به

إنه تذكر آيات القرآن الكريم ،وكونها حاضرة في القلب في كل آن وخاصة في المواقف الصعبة في الحياة

مواقف الشدة والذهول، المواقف التي يفتتن فيها المرء ويمتحن ويختبر فمن كان يقوم به آناء النهار

فتجد إجابته حاضرة وسريعة وقوية، تجده وقافاً عند كتاب الله تعالى

…………………………………..

تجده آمنا مطمئناً في جميع المواقف، تجده قوياً متماسكاً حتى في أصعب الظروف.

 

 
أضف تعليق

Posted by في مارس 8, 2014 بوصة جنة القرآنـ

 

أعطنا نظرتكـ ❣